أمراض الصيف
الطفل جوهرة الاسر اذا حفظت ازداد نورها وجمالها واذا اهملت انطفأ النور
وانطفأ الجمال انه القلب الطاهر والوجه البريء والتصرفات الجميلة انه صاحب
الفطرة والطهارة والبراءة..
ومع قدوم الصيف نجد
هناك خطراً حقيقيا يهدد اطفالنا الصغار.. لأن الجو الحار يحمل في طياته
العديد من الامراض التي قد تضر بالاطفال كثيرا نتيجة البكتريا وسائر
الميكروبات المسببة لامراض الصيف.. وعلى ذلك فمن واجب الامهات ان يعرفن
حقائق عديدة عن جلد اطفالهن وكيف يمكن التعامل معه والعناية به خاصة في
اشهر الصيف حتى يظل الاطفال في أمان دائم.. لذلك قامت دنيا الناس بتقصي
حقائق الصيف وأثرها على وجوه الاطفال.
الحفاظ على بشرة اطفالنا عمل يقتضي اقصى الجهود والعناية فقد تشوب بعض
التشوهات الطفيفة اجسادهم ولكن لا خطر كبيرا من ذلك بشرط استدراك الامر قبل
فوات الآوان.. ويقول الاطباء الاخصائيون في امراض الاطفال ان هناك امورا لو
راعتها كل ام لامكنها الحفاظ على بشرة طفلها.. وفي ذلك يقول محمد رفعت في
كتابه «الطفل عناية وتربية» ان بشرة الطفل رقيقة جدا وسريعة التأثر لخلوها
من الغشاء الدهني.. فاحذري ايتها الأم خدشها او جرحها بالاحتكاك وفي الحمام
انزعي ثياب طفلك دون ابطاء.. استعملي صابونا خاصا بالأطفال واسرعي في تنظيف
جسمه جيدا دون احداث اي احتكاك بين المنشفة وجلده الناعم.. تجنبي اثر اي
رطوبة فوق جسمه خاصة بين ثنايا الجلد واغسلي وجه طفلك بخفة ونعومة بقطعة
قطن مبللة ثم جففيه جيداً بفوطة ناعمة.. نظفي انفه بعود صغير بعد أن تلفي
عليه قطعة من القطن دون ان تدخلي العود الصغير بعمق في اذنيه او انفه لأن
قناة الاذن قصيرة وقريبة من طبلة الاذن.. اذا وجدت شيئا متجمدا على جلده
فاغسلي موضعه كل يوم بصابون حمضي.. وفور ظهور قشور متسلخة من جلده امتنعي
فوراً عن استعمال اي نوع من الدهانات (زيت ـ مراهم) لأنك بذلك تحرمين جسده
من التنفس ورشي قليلا من البودرة على الناحية التي يكثر فيها العرق.
العناية بفروة الرأس للطفل من الأمور المهمة والضرورية بللي شعر طفلك بمياه
الحمام يوميا ولا تغسلي رأسه إلا مرة او اثنين في الاسبوع ولا تكثري من
استخدام الشامبو الخاص للأطفال.. عند استخدامك شامبو الاطفال ادعكيه على
رأسه برفق حتى تحدث رغوة كثيفة ثم ازيليها بالماء الصافي.. واخيراً جففي
رأسه دون ان تدعكي جلد الرأس او الشعر.. واذا ظهر على رأس طفلك قشور دهنية
مائلة الى الاصفرار فعالجيها فور ظهورها بأن تضعي في الماء طبقة من
الفازلين وضعيه على القشور وفي الصباح انزلي القشور برفق بمشط ضيق الاسنان
ثم اغسلي رأس الطفل بشامبو حمضي وادهنيه بمحلول مهديء وقص شعر طفلك يمكن ان
يحدث في الشهر الرابع او الخامس اذا استدعى ان تقصي له شعره بالمقص فقط
خصلات شعره ولكن بحرص وعناية اذا اصيب طفلك بظهور نقط صغيرة حمراء بين
ثنايا الجسم فلا تهمليها حتى لا تتحول الى بثور عديدة وتطول معالجتها..
واخيرا لا تكثري من استعمال الكريمات واللوسيونات الخاصة بالاطفال واعتمدي
اصلا على الماء والصابون غير الحمضي..
كريمات
واقية
يقول الدكتور مسعد طه ممارس عام في مركز تورنتو التخصصي اثناء الصيف يكون
التعرض للشمس للأطفال خطيرا جدا لأن الجلد لدى الاطفال يكون رقيقا ومساحته
بالنسبة للجسم أكبر عنه في الكبار ويتعرض الجسم خلال هذه الفترة لفقد كميات
من السوائل مما يجعله جافا والاطفال ايضا اكثر تعرضا لحروق الشمس لأنه على
المدى البعيد يكون الاطفال الذين يتعرضون للشمس لفترات طويلة اكثر عرضة
لحدوث سرطان الجلد عند الكبر ولهذا على الاباء بقدر الامكان ان يحافظوا على
اولادهم في الصيف اثناء درجات الحرارة المرتفعة وذلك باتباع الاتي: عدم ترك
الاولاد يلعبون خارج المنزل اثناء درجات الحرارة العالية وارتداء القبعات
والملابس القطنية.. ووضع الكريمات الواقية من اشعة الشمس وهذه الكريمات
ممنوعة على الاطفال من سن الستة اشهر وما اقل لانهم قد يحكون اعينهم
بالكريم او يضعونه في الفم ولذلك يجب حفظ الطفل بعيدا عن الشمس.. ويجب وضع
الكريمات مرة اخرى بعد اللعب في الشمس او بعد الاستحمام ويجب على الاطفال
شرب كميات من الماء لتعويض الفاقد منه حتى لا يتعرضوا للجفاف وعن الاطفال
الاكثر عرضة للتأثر بأشعة الشمس هم ذوو الجلد الابيض والعيون ذات اللون
الفاتح (لذلك نجد ان الاشخاص ذات الجلد الاسود اقل حدوثاً لسرطان الجلد).
التعرض
المفرط
من جانبها تقول الدكتورة ماري عياد اختصاصية الامراض الجلدية والتجميلية
والعناية بالبشرة بمركز الليزر الطبي بأبوظبي ان العدو الأول لبشرة الطفل
في هذه الفترة من العام هو الشمس فبشرة الطفل رقيقة واكثر حساسية للشمس من
الشخص البالغ.. فالتعرض المفرط للاشعة فوق البنفسجية يؤدي الى احتراق الجلد..
ويجب ان نحذر ان التعرض للشمس بكثرة وتعدد احتراق الجلد في الطفولة هي
عوامل مهمة في ظهور سرطان الجلد للبالغين والضرر الذي تحدثه الشمس هو ضرر
تراكمي وكل جرعة من الاشعة فوق النفسجية سواء صغيرة او كبيرة تؤدي الى تجعد
البشرة وتبهتها بل والى سرطان الجلد.. وهناك قواعد اساسية للوقاية من الشمس
منها: لا يوجد اي نوع صحي مما يسمى بحمامات الشمس لان الاصطباغ الذي تحدثه
اشعة الشمس في الجلد هو نتيجة اصابة الجلد بالاشعة فوق البنفسجية.. وتجنب
تعريض طفلك للشمس في الفترة ما بين العاشرة صباحا والرابعة عصرا حيث تكون
الاشعة فوق البنفسجية في اقصى شدتها.. كما يجب جعل انشطة الطفل خارج المنزل
اما في الصباح الباكر او في فترة ما بعد الظهيرة المتأخرة.. ويجب حماية جلد
الطفل بالثياب أولا ثم وضع الكريم الواقي من الشمس على اي جزء غير مغطى
بالثياب الواقعية من الشمس تتضمن القبعة.. النظارات الشمسية والقمصان ذات
الأكمام الطويلة والسراويل أو البنطلونات الطويلة.. أما من جهة الكريمات
الواقعية من الشمس فيجب ان نعرف انها تفقد مفعولها بواسطة الشمس نفسها ويجب
اعادة استعمالها كل ساعتين من التعرض.. ويجب اعادة استخدامها بعد الاستحمام
او التعرف.. ويجب استخدام الكريمات الواقية من الشمس التي يكون رقم معامل
الوقاية من الشمس SPF 15 أو أكثر.. ولا تستخدم الكريمات الواقعية ضمن الشمس
التي تحتوي على عطور لما تسببه من حساسية جلدية.. ولا يستخدم الكريم الواقي
من الشمس للأطفال الذين اعمارهم اقل من تسعة اشهر. وتواصل: وهؤلاء يجب
ابعادهم عن الشمس اما الاطفال الاكبر سنا من ذلك فيمكن تعرضهم للشمس بطريقة
معتدلة مع استعمال الكريم الواقي من الشمس بشرتهم.. ووسائل الوقاية من
الشمس يجب استخدامها حتى في وجود الغيوم فالأشعة فوق البنفسجية وان كانت
اقل حدة لكنها تظل موجودة ايضا.. هذه الاشعة تنعكس من الرمال والاسمنت
ولهذا فحتى الجلوس في الظل لا يقي من احتراق الجلد بها.. ويجب توجيه تحذير
ايضا للذين يذهبون للمناطق المرتفعة والجبلية حيث لا يوجد غلاف جوي كاف
لامتصاص الاشعة فوق البنفسجية فخطر احتراق البشرية بالشمس اكثر.. وبعض
الادوية مثل مركبات السلفا والنتراسيلكين قد تزيد حساسية الجلد لضوء الشمس
والأطفال الذين نريد تعريضهم لأشعة الشمس لتكوين فيتامين «د» يجب الا تزيد
فترة التعرض على عشرة دقائق ولمساحات محدودة من الجسم ويفضل ان يكون هذا في
الاوقات تكون فيها اشعة الشمس معتدلة ويمكن تحملها..
دعك الجسم
وتضيف بشرة الطفل ناعمة جداً وقابلة للالتهاب لأقل سبب لذلك يجب الحذر جيدا
لمنع كل التهاب عابر وغير ناتج من مرض. ومن قواعد الوقاية من الالتهابات
اعطاء الطفل حماما يوميا غطسي الطفل كله تقريبا في مغطس دافيء (38 درجة)
افركي الجسم كله بالصابون بواسطة اسفنجة ناعمة وافركي الشعر ايضا ثم ازيلي
الصابون جيداً بواسطة الماء ونشفيه تماما ـ وتذكري ان تقصي اظافر طفلك
وألبسيه ثيابه دون استعمال اي مستحضر.. ومن المفضل استعمال الصابون الطبيعي
المصنوع بزيت وكل مستلزمات تنظيف الطفل يجب ان تكون خاصة به وألا يشاركه
احد واخيرا راقبي جسم طفلك جيدا اثناء الحمام ولدى ملامسته واذا لاحظت اي
احمرار ولم يزل خلال 48 ساعة بلغي الطبيب..
أما بالنسبة لارتفاع الحرارة فإقتناء ميزان لفحص الحرارة ضروري جدا في كل
منزل والجسم يشكل جرس الانذار الذي ينبيء بحلول الكثير من الامراض الطبيعية
تتفاوت بين 5 و 36 و 5 و 37 وذلك تبعا لحرارة الجو الخارجي.. والحرارة
تحافظ على مستواها الطبيعي 37 درجة بفضل معدل حرارة الجلد الذي يلعب
بالنسبة الى الجسم دور أجهزة التدفئة والتبريد.. لذلك يحتاج الى الماء
ليقوم بمهمته ليعوض العرق الذي يفرزه الجلد وعندما ترتفع حرارة الجسم يفرز
جلد الطفل العرق لتخفيف درجة الحرارة.. لكن هذا الجهاز يتعب نتيجة لأحد
الامراض او تكون الحرارة مع الخارجي غير كافية فترتفع حرارة الجسم.. واذا
زادت الحرارة على 39 درجة يجب مراجعة الطبيب في الحال فربما كانت الحالة
خطيرة.. أما اذا لم تصل الحرارة هذا المستوى فالحالة غير مقلقة وتعني ان
الجسم لايزال يدافع بسبب الميكروبات.. ولم يستسلم بعد للمرض.. ومن بين
التعقيدات التي قد يولدها ارتفاع درجة حرارة الجسم مرض النشاف وهو اصابة
خطيرة.. وفي حالة النشاف لابد من شرب الماء بكثرة واجبار الطفل على الشرب
اذا رفض ذلك.. ومن اجل تخفيف الحرارة الى حدها الادنى يجب نزع ملابس الطفل
واعطاؤه حماما دافئا (35 درجة) ثم لفه بمنشفة رطبة، بعد ذلك لابد من ايقاف
كل وسائل التدفئة في غرفته وتهويتها مع فتح النوافذ.. ونلفت هنا الى بعض
الادوية المستعملة ضد الحرارة كالاسبرين ومادة البراسيتامول الموجودة في
عدة تركيبات تجارية، مثلا الاسبرين اثبت فوائده بشكل قاطع لكنه ايضا مادة
سامة ونحذر من الاكثار منها، فالمبالغة في تناول كميات الاسبرين قد سبب في
نزيف دموي ومن الانف وتقرحات في المعدة وتسمم يتمركز تدريجيا ومن عوارضه
تنفس بطيء وارتفاع حرارة من جديد.
من ابرز الامراض التي تنتشر في الصيف الحار عند اطفالنا الاسهال الصيفي
والدوسنتاريا والتيفود والباراتيود والرمد الصديدي والتهاب الجلد وقد تنتشر
بعض هذه الامراض بشكل وبائي اعني بذلك انها ربما تصيب عددا كبيرا من
الاطفال في وقت واحد..
تحذيرات
واجبة
وتوضح: يساعد على انتشار امراض الصيف بين الاطفال عدة عوامل منها البكتيريا
وسائر الميكروبات المسببة لأمراض الصيف عند الاطفال تنمو وتتكاثر بسرعة في
حرارة الصيف المناسبة والذباب يكثر في الجو الحار صيفا وهو اهم العوامل
الناقلة للبكتيريا وسائر الميكروبات الى المأكولات والمشروبات فيلوثها ولا
غرابة اذا قلنا ان الذبابة الواحدة يمكنها ان تحمل على جسمها واجنحتها ستة
ملايين من البكتيريا المختلفة والعرق يكثر في الصيف وخاصة اذا كانت الحرارة
المرتفعة مصحوبة بزيادة نسبة الرطوبة في الجو وكثرة العرق تساعد على التهاب
الجلد ويقل افراز الخمائر الهاضمة للأغذية في الامعاء خلال الجو الحار ـ
كذلك تتخمر المأكولات والمشروبات بسرعة في الصيف. ومن اكثر امراض الصيف
خطورة على الاطفال الاسهال الصيفي والدوسنتاريا والحمى التيفودية هي اكثر
امراض الصيف خطورة على الاطفال ولا جدال في ان الاسهال الصيفي هو اشد هذه
الامراض فتكا خاصة عندما يصاب به الاطفال خلال العام الأول من العمر.. وثبت
من الاحصائيات الطبية ان النزلات المعوية الحادية تسبب مالا يقل عن 50% من
الوفيات عند الاطفال خلال العام الأول من العمر.. والعلاج اللازم للنزلات
المعوية الحادة هو سرعة الذهاب الى طبيب الاطفال في حالة الاصابة بالنزلات
المعوية الحادة لأن التأخر في العلاج قد يعرض حياة الطفل المريض للخطر..
وبجانب الادوية التي يصفها الطبيب المعالج فإن ثدي الأم هو افضل المصادر
لتغذية الطفل في حالات النزلات المعوية.. فعلاوة على انه معقم وخال من
الميكروبات فإنه اسهل الالبان هضما واذا لم يتوافر اللبن في ثدي الأم فيجب
تغذية الطفل باللبن الجاف المزال من الدسم فهو سهل الهضم.. وعلى الوالدين
الاهتمام بالحمام بالماء والصابون مرتين في الاسبوع على الأقل وغسل رأس
الطفل كل يوم او كل يومين.. وملاحظة اية قشور او التهابات بالرأس وعرض
الطفل على طبيب المدرسة عند ملاحظة حدوث التورم في مؤخرة الرأس او خلف
الاذنين واخذ رأي الطبيب في حالة وجود الاورام وعرض الطفل على الطبيب اذا
ظهرت عليه اي اعراض جلدية حتى يقرر ما اذا كانت الحالة معدية اولا..
واستخدمي الماء فقط مع صابون لا يسبب جفاف الجلد.. ولا تنسي غسل وجه الطفل
حتى لا تتراكم المواد الكيميائية الناتجة من مختلف الأطعمة وتسبب للطفل
طفحا متهيجا.. كما يجب تشطيف جفون العين بالماء.
وتؤكد ولا تنسي غسل الاعضاء التناسلية وعند غسل اجزاء الفرج الداخلية لدى
الاناث لا تستخدمي الصابون مطلقا وانما يكفي ان تصبي الماء فقط عليها ثم
امسحيها من الامام للخلف لمنع التهيج.. وان استخدام هذه الطريقة الى جانب
عدم استعمال رغوة الحمام قبل البلوغ قد يمنع العديد من التهابات مجرى البول
والتهيج المهبلي في نهاية التحميم جففي الطفل جيدا لان بقايا الصابون قد
تسبب تهيجات.. واغسلي شعر الطفل مرة او مرتين اسبوعيا باستخدام الشامبو
المخصص للاطفال الذي لا يسبب حرقة العين.. ولا تخشي من الاضرار باليافوخ
الأمامي (البقع الرقيقة) في مقدمة الرأس لانها محمية جيدا.. ولا يتطلب جلد
الطفل حديث الولادة عادة اي مراهم او كريمات ويجب عدم وضع اي زيت او مرهم
او اي مادة دهنية لأن هذا قد يتسبب في الغالب في انسداد الغدد العرقية
الصغيرة مما يؤدي الى ظهور بثور او طفح حراري.. اذا ظهر على الجلد التشقق
والجفاف فيمكن استخدام دهون الاطفال او الدهن اليدوي او كريم الترطيب مرتين
في اليوم ويساعد مسحوق نشا الذرة على منع الطفح في أماكن الاحتكاك.. وننصح
بتجنب استخدام البودرة (مسحوق الطلق) لأنه قد يسبب التهاباً رئوياً
كيميائياً خطيراً اذا استنشقه الطفل.. وقصي اظفار قدم الطفل بحيث تكون
مستقيمة لمنع نمو الاظافر للداخل ولكن اجعلي اظفار اليد مستديرة لتمنع
الخدش غير المقصود للطفل وللآخرين
|