ستصابين
باندهاش عندما تشاهدين طفلك يخطو خطواته الأولى، وذلك حتى يصل إلى
سنة واحدة من عمره . وحتى لو كانت هذه الخطوات غير ثابتة فإنك
ستشعرين أنك أنجبت طفلك البارحة وأنك كنت تستلقين عنده وهذا شعور
يسعدك . ولكن هذه الأمور بالنسبة للطفل هي أمور ماضية ولا يذكر منها
شيئا . إنه مهتم فقط بالأعمال التي تقومين بها حاليا مثل : جلي
الصحون، أو تنظيف الغرفة، أو تجهيز الرضاعات ويكون مهتما بما يقوم به
الأب مثل : قراءة الجريدة أو مساعدة الأم . يحاول الطفل تقليد ما
يقوم به أهله وفي نفس الوقت يحاول تعلم العادات والأخلاق والسلوكيات
الجيدة .
بالرغم من أن الطفل لا يحبذ التعامل مع الغرباء إلا أنه يحب جدا
مشاهدة نفسه في المرآة . في بعض الأحيان يقضي الوقت بمشاهدة نفسه أو
التجوال حول البيت . يستطيع الطفل أن يعبر عن نفسه بـ ( نعم ) أو (
لا ) . يبدو أن الأطفال يفهمون الكلمات أكثر مما يستطيعون التحدث .
فإذا سألت طفلك ( أين بابا؟؟ ) فإنه ينظر إلى أبيه . ويبدو أن الطفل
يحب سماع المديح وبالمقابل فإنه يظهر تعابير تدل على عدم رضاه عند
سماع كلمات سلبية مثل : ( لا ) أو ( لا تفعل ) ومعظم الأطفال يرفضون
التعامل مع الغرباء .
في
هذه المرحلة يصبح قادرا على التفريق بين ( الخارج ) و ( الداخل )
ويختار الألعاب التي يرغب اللعب بها، ويصدر الأصوات عند رمي الألعاب
فوق بعضها وهذا يدل على أن الطفل لديه الشعور ( بالوحدة ) وبذلك
تتطور حالته العقلية . إن التوافق بين العين والإصبع تصبح أكثر
تركيزا وتشبه تلك الموجودة عند الكبار . قد يلتقط شيئا صغيرا بابهامه
وأصبعه الأوسط ( طريق القبض ) وإذا أراد التقاط أشياء أصغر مثل : خيط
صغير فإنه يدور أصابعه لأخذها . لا يعود الطفل يعتمد على أمه ولا
يشكرها على سلوكها ومساعدتها له ومثال ذلك يحاول الطفل أن يسقي نفسه
دون مساعدة أمه حتى لو أدى ذلك إلى فوضى .
في
الحقيقة يصرّ الآباء على عدم ضرورة شراء كل لعبة لطفلهم . فصوت دقات
الساعة وصوت رنة التلفون تسلي الطفل كثيرا . ويفضلون الصور البسيطة .
كل طفل يظهر رغباته الفردية ولكن معظمهم يستمتعون كثيرا باللعب
بمستحضرات التجميل التي تستخدمها الأم وبساعة الأب وميدالية المفاتيح
. لا تتجاهلي فضول طفلك وحاولي احترام رغباته بالاستقلالية والاعتماد
على الذات . |