بين سحر الطبيعة وحداثة الموقع المزهر، تقع منطقة قدفع بينما تنتشر مزارع
النخيل لتفرض لونها الأخضر على معظم أرضها، وما بين ضفاف البحر بلون مائه
الأزرق الصافي الجميل ورماله الناعمة والمزارع الخضراء ترقد بيوت ومساكن
المواطنين التي شيدت على أحدث التصاميم
|
|
|
|
|
|
قدفع عبارة عن منطقة ساحلية تبعد عن الفجيرة حوالي 18 كم تقريباً إلى
شمال المدينة الأم (الفجيرة)، لا يفصل بين أرضها الممتدة على مساحة تزيد
على 20 كيلومتر مربع سوى الشارع الرئيسي الواصل بين الفجيرة ودبا
والمناطق الأخرى، حيث يقع الجزء الأكبر منها في شرق الشارع، وهو الجزء
القديم والذي يتميز بكثافة السكان والزراعة، ومن شرقه البحر .وتحيط به
الجبال من جهة الشمال، أما الجزء الغربي وهو الحديث، فشيدت به أحدث الفلل
السكنية الراقية والمساكن الجميلة والعمارات الحديثة . |
|
|
|
وأعطى الموقع المتميز لقدفع أهمية استراتيجية كبرى حيث شيدت الدولة أكبر
محطة لتوليد الطاقة الكهربائية والمائية لتغذي من خلالها جميع مناطق
الساحل الشرقي للدولة وبعض القرى الأخرى بالطاقة الكهربائية، كما بدأ
العمل بعجالة في تشييد أكبر محطة تحلية لمياه البحر التي سيتم ربطها
بمدينة العين بأبو ظبي بخط أنابيب ضخم يمر عبر الوديان والجبال . |
|
|
|
|
|
اعتمد سكان قدفع منذ الأزل على الصيد والزراعة، حيث تتميز قدفع بخصوبة
أرضها ووفرة مائها العذب، مما شجع مواطنيها على احتراف الزراعة منذ زمن
طويل، وساعد موقعها على البحر السكان أيضاً على ركوب البحر واستخراج نعمه
التي أنعم الله بها على أهلها من باطن قيعانه، فاشتغل معظم الناس بالصيد،
وكان لهم باع طويل في الماضي في صناعة مراكب الصيد، ومن أشهر الجبال فيها
جبل الشعبة وجبل الحفة وجبل الأفطس وركبة القلعة وركبة سليمان وعريش
إبراهيم (عبارة عن مغارة في جبل الراس) وركبة الحريا (حالياً تقع وسط
المزارع) . |
|
|
|
لا يمكن اعتبار قدفع اليوم بعد أن امتد العمران إليها حسب أحدث المواصفات
العمرانية وانتشرت الفيلات بكافة تصميماتها، قرية كما كانت في السابق، بل
أصبحت تقترب أكثر من كونها مدينة عن كونها قرية. فبعد أن كان عدد سكان
قدفع في الماضي حوالي الـ 150 نسمة، يتنقلون في الصيف إلى مقايظ ( الحاير
والفصيل ) ثم في الشتاء يعودون إلى المناطق الحارة، أصبحوا الآن أكثر من
ثلاثة آلاف نسمة يتقاسمون البلدة بشطريها القديم والحديث، متنعمين بجميع
وسائل الراحة التي توفرت في ظل القيادة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ
زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، حيث تضم قدفع الآن أكثر
من 1500 مسكن ما بين مسكن شعبي ومسكن متميز، إضافة إلى الفلل الحديثة
التي بدأت تنتشر في قدفع، إضافة إلى وجود مدارس ابتدائية وإعدادية
وثانوية للبنين والبنات . |
|
|
|
|
|
يشير بعض كبار السن في هذه المنطقة إلى أن أهل قدفع عملوا في صيد
الأسماك، وساعدهم في ذلك وقوع البلدة على ساحل طويل ممتد لحوالي 15 كم من
مربح وحتى خورفكان، والزراعة حيث كانوا يزرعون الشعير والبر
والبصل والفندال وكذلك البطيخ والشمام، إضافة إلى زراعة النخيل والحمضيات
نظراً لوفرة المياه التي لم تكن تنضب عن قدفع أبداً، حيث كان الماء ينحدر
معظم السنة عبر عدة أودية .
ومن أهم القبائل التي سكنت قدفع في الماضي، وزادت الآن، هي قبائل
الحنطوبي والسعدي والمطيري واليمامحة والضناحنة والقيوضي . |
|
|
|
وقد تركت هذه القبائل آثار قديمة كثيرة وتاريخية، حيث اكتشفت إدارة
الآثار بالديوان الأميري بالفجيرة عام 1986م عن طريق إحدى فرق التنقيب
الأثري في قدفع أحد المواقع الأثرية التي تعود إلى الألف الثاني قبل
الميلاد أو إلى الفترة الانتقالية ما بين العصر البرونزي و العصر
الحديدي، وبعد أن استدعت حكومة الفجيرة فريقاً من إدارة الآثار والسياحة
في العين للتنقيب في هذا الموقع، تبين أنه مدفن جماعي على شكل حرف
U
له مدخل ضيق في جهته الشرقية، ويتكون هذا المدفن الذي بني من الأحجار
المسطحة والحصى من دورين، السفلي تحت مستوى أحجار تبليط الأرضية ويعود
إلى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد، والعلوي فوق مستوى
الأحجار، ويعود في تاريخه إلى النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد. |
|
|
|
|
|
ويعتبر هذا المدفن من أغنى المدافن الجماعية المكتشفة في دولة الإمارات
العربية المتحدة حتى الآن، لم تمسه يد العابثين، وقد اكتشفت فيه أعداد
كبيرة من اللقى الأثرية كالأواني الحجرية والفخارية والبرونزية، كالخناجر
والفؤوس ورؤوس السهام، إضافة إلى عدد كبير من الحلي والمجوهرات، وقد تم
عرض الكثير من هذه المكتشفات . |
|
|
|
ويقول بعض كبار السن أن أصل تسمية قدفع بهذا الاسم يعود إلى كلمة ( قد
دفع ) مشيرين إلى أحد أحد أهالي المنطقة كان في رحلة إلى بلاد الشرق،
واشترى بضاعة، ولما أراد الخروج من المتجر مسكه أحد العاملين، إلا أن
صاحب المتجر رد بقوله ( قد دفع )، في حين يقول بعض آخر أن أصل التسمية
يعود إلى اشتهار هذه المنطقة بزراعة القطن، حين سأل أحد التجار المواطنين
عن حال القطن، فردوا عليه بأنه ( قد فاع ) ثم تحولت الكلمة بعد ذلك إلى
قدفع ومنها أصبحت المدينة تعرف باسم قدفع . |
|