تـاريـخ
الأتـحـاد
إن قصة بناء دولة الامارات العربية المتحدة هي قصة جذور ضاربة في عمق
التاريخ لوطن وشعب متمسك بترابه رغم الظروف القاسية التي عاشها للحصول
على أبسط متطلبات الحياة.
إن المؤرخين والمتخصصين في شؤون المنطقة يؤكدون في هذا الصدد على
أن تأخر قيام الاتحاد حتى أواخر عام 1971 إنما يرتبط بظروف تاريخية فرضت
على المنطقة .
وفي عام 1925 عرفت الإمارات أول مجلس لحكام ( إمارات الساحل ) وجدير
بالذكر أن فكرة قيام الاتحاد بين الإمارات تعود إلى عام 1935 حيث ظهرت
بعض الآراء تطالب بالاتحاد ولكن الظروف لم تكن مواتية وفي أواخر
الخمسينات أنشئ في الإمارات أول مجلس تنفيذي ثم جاء أمر قيام اتحاد
فيدرالي بقيام اتحاد عام 1968 بين دبي أبوظبي بعد أن أعلنت الحكومة
البريطانية في سنة 1968 عن عزمها على سحب قواتها العسكرية في مدى ثلاث
سنوات من منطقة الخليج العربي كلها.
في 18 يوليو
سنة 1971 م اجتمع حكام الامارت العربية السبع لإجراء مباحثات
تستهدف إيجاد شكل متين للتعاون فيما بينهم تحقيقا لمعنى التكامل فيما
بينهم وبحثا
عن
الأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم
وأهاب زايد بإخوانه الحكام أن
يبدءوا مباحثات من أجل تحقيق الأمل الذي يضع شعب الخليج في أعناقهم وقال
لهم
هذه
فرصة
هيأها الله سبحانه وتعالى لنا فرصة وجودنا اليوم في مكان واحد،
إن قلوبنا جميعا
عامرة والحمد لله بالأيمان بمبدأ الوحدة فلنجعل إذن من اجتماعنا هذا فرصة
تاريخية
لتحقيق أملنا المنشود
وبدأت المباحثات واستجاب الله لدعاء أبناء الخليج , وبارك
الله
الجهود المخلصة والمؤمنة التي اضطلع بها زايد وأخونه ظهر ذلك اليوم،
وتوصل
حكام
الإمارات إلى القرار التاريخي وتم التوقيع على وثيقة قيام دولة اتحادية
باسم (دولة
الإمارات العربية المتحدة) لتكون نواة لاتحاد شامل يضم باقي أفراد الأسرة
من
الإمارات الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها من الانضمام إلى الاتحاد في ذلك
الوقت
وصدر
دستور مؤقت لتنظيم شؤون هذه الدولة , ولكن رأس الخيمة لم تعلن
انضمامها في ذلك اليوم إلى الاتحاد ولذلك بدأ مشروع الاتحاد بست إمارات
هي أبوظبي
ودبي
والفجيرة والشارقة وعجمان وأم القيوين
وكان
الرجل الذي نذر حياته من أجل
هذه
اللحظة التاريخية هو أول الموقعين على وثيقة قيام الدولة الجديدة وكانت
مشاعره
تفيض
تأثرا في تلك اللحظة . . وخرج من قاعة الاجتماع معالي أحمد خليفة السويدي
وزير
شؤون
الرئاسة في أبو ظبي والعين ليعلن إلى العالم - في بيان تاريخي - مولد
الدولة
الجديدة واهتزت أسلاك البرق في كل أنحاء الدنيا معلنة الحدث الكبير وكان
النص كما
يلي
بسم الله
الرحمن الرحيم
وبعونه تعالى واستجابة لرغبة شعبنا العربي فقد
قررنا نحن حكام إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين
والفجيرة إقامة
دولة
اتحادية باسم (الإمارات العربية المتحدة) وإذ نزف هذه البشرى السارة إلى
الشعب
العربي الكريم نرجو الله تعالى أن يكون هذا الاتحاد نواة لاتحاد شامل يضم
باقي
أفراد الأسرة من الإمارة الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها الحاضرة من
التوقيع على هذا
الدستور
خرجت أبو
ظبي كلها تستقبل زايد عند عودته قادما من دبي بعد التوقيع على
الدستور المؤقت للدولة الجديدة يومها قال زايد لشــعب
أبو
ظبي
أن التوقيع
على
الدستور المؤقت هو أهم خطوة خطتها الإمارات العربية في سبيل تحقيق
الاتحاد إن هذا
الاتحاد قد أرسي على أسس قوية راسخة تعتبر من أقوى الأسس التي يجب أن
يقوم عليها
الاتحاد
وفي 2
ديسمبر سنة 1971 م عقد حكام الإمارات الست اجتماعا وأعلنوا سريان
مفعول الدستور المؤقت وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
وهكذا كان يوم 2 ديسمبر 1971
م يوم زايد بحق كان تتويجا لجهود
صادقة مخلصه . بذلها الرجل على امتداد أربع سنوات كاملة
صدرت
عن العواصم العربية
كافة
الكثير من البيانات التي تعكس ترحيب وفرحة الحكومات والشعوب العربية
بالاتحاد
وافق
مجلس
الأمن الدولي بالإجماع على طلب انضمام الامارت إلى المجلس
وأصبحت الدولة العضو الثاني والثلاثين بعد المائة
في
10 فبراير 1972م أعلنت
إمارة رأس الخيمة رغبتها بالانضمام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة
وموافقتها
على
الدستور
وفي نفس
اليوم
ووافق
المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع على قبول إمارة
رأس
الخيمة في عضوية الاتحاد
يكفي
زايد فخرا أنه بحكمته وإيمانه استطاع الحفاظ
على
هذه التجربة والتأكيد على ضرورة بل حتمية تطويرها لما فيه مصلحة شعب
الإمارات
وعز
الأمة
العربية.
|