وجه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد
الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة كلمة إلى
مجلة “درع الوطن” بمناسبة اليوم الوطني السادس
والثلاثين للدولة جاء فيها:
في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول
كان شعب الإمارات على موعد مع القدر والتاريخ
ليسطر بأحرف من نور ملاحم متواصلة من الإنجازات
العظيمة التي ذللتها إرادة باني الوطن المغفور له
بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه
الله، من عمل جاهدا على ربط مواطني الإمارات
بالاتحاد مصيرا حتميا وحياة واعدة بالخير والسعادة
لا أن يكون شعارا أو إطارا سياسيا عاما بل ارتبط
منذ البداية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية
الشاملة على مستوى الدولة وما تحقق من إنجازات
يؤكد ما قاله طيب الله ثراه: “إن أهم الواجبات
علينا كحكام أن نعمل جميعا يدا واحدة للارتقاء
بالمستوى المعيشي للشعب وإنني أول من تقع عليه
مسؤولية رعاية الوطن والمواطن وأداء الواجب الذي
فرضه الله علينا وإن المتابعة هي مسؤولية الجميع
الكبير والصغير لكي نقوم بكل ما نستطيع على الوجه
الأكمل لأن الشعوب ترتكز دائما على القيادة وما
تبذله من رعاية”.
نهج فريد اتسمت به قيادته الرشيدة
لمسيرة الاتحاد، رحمه الله، وعلى نهجه يواصل
المسير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
رئيس الدولة، حفظه الله، نهج متميز في ممارسة
الديمقراطية وتطبيق نهج الشورى النابع من الإيمان
الراسخ بالعقيدة والقيم الإسلامية ونهج القدوة في
القيادة القائم على استنهاض الهمم واستنفار الروح
الوطنية للمشاركة في مسؤوليات العمل الوطني.
لذا يسرني في هذه المناسبة الغالية
وهذا اليوم الأغر في تاريخنا أن أرفع أسمى آيات
التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن
زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات
المسلحة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد
بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس
الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخواني أصحاب السمو
الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى
شعب الإمارات الوفي الذي وضع ثقته وأسهم مع القائد
في بناء صرح اتحادنا الشامخ.
فقد كانت خطوات دولة الإمارات
العربية المتحدة في ركب التطور والتقدم خطوات
واثقة عزز الاتحاد هذه الثقة في كل مرحلة مررنا
بها فهو أهم مقومات نهضتنا الحديثة والذي ترجم
أحلامنا واقعا نباهي به الدنيا وإن الواقع ليشهد
بالإنجازات العظيمة التي تحققت في شتى المجالات
العمرانية والحضارية والتربوية والصحية والأمنية
التي غيرت ملامح الحياة في دولة الإمارات العربية
المتحدة تجاه التطوير والتحديث ليبصر العالم
بساتيننا الخضراء بعد أن كانت صحراء قاحلة وليدرك
النهضة التعليمية التي شهدتها الإمارات بتأسيس
المدارس والمعاهد والجامعات وذلك لإيمان قيادتنا
الحكيمة بدور العلم في بناء الأمم والحضارات
وامتدت الإنجازات في كل مجال فزاد الوعي الصحي
بإنشاء المستشفيات ومراكز العلاج وازدهرت الحركة
الاقتصادية في الدولة وخارجها.
ولقد انطلقت مسيرة الاتحاد إلى
آفاق عربية وإسلامية لتثبت أن دولة الإمارات
العربية المتحدة هي جزء لا يتجزأ من أمتها العربية
فقد دعمت وشاركت بكل ما تستطيع من أجل الخير
والعدل ليعم الرخاء والاستقرار والتعايش السلمي
بين كافة شعوب العالم.
كما احتلت دولتنا مكانة مرموقة في
كافة المحافل الدولية من نهجها المتوازن في
سياستها الخارجية وعلاقاتها مع الدول الصديقة.
وهكذا فإن ذكرى العيد الوطني تجدد
العهد والولاء بالحفاظ على المنجزات التي تحققت
ولعل المسؤولية الكبرى تقع على عاتق قواتنا
المسلحة المسؤولة عن حماية البلاد فهي الدرع
الواقية والسياج الحصين للوطن فهنيئا لهم عيد
الاتحاد وهنيئا لهم ما هم فيه من قوة العزم وصلابة
الإرادة.
ولا يسعني إلا أن أختم كلمتي
بالدعاء الخالص للمولى عز وجل أن يسدد خطى صاحب
السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة،
حفظه الله، ويديم عليه الخير ويحقق الأماني التي
نصبو إليها وأن يتغمد والدنا المغفور له بإذن الله
الشيخ زايد بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى. |