سؤال، صاحب السمو لنعد إلى الفجيرة في تلك الفترة،
ماذا تذكر حول طفولتكم وصباكم في الفجيرة؟ خاصة في
الفجيرة القديمة؟
أجاب سموه، لا أدري هل رأيتم الفجيرة القديمة،
الحمد لله لقد حافظنا على الفجيرة القديمة من
الهدم، وأتذكر وأنا في طريقي من البيت إلى الدوام
رأيت أحد موظفي البلدية ورأيت السيارات
والبلدوزرات في طريقها لكي تهدم مساكن الفجيرة
القديمة لكي يبنوا مكانها مساكن شعبية، رغم أنه
كانت هناك مساحات كبيرة من الأراضي الفضاء في
أماكن أخرى في ذلك الوقت، لقد سحبت هذه المعدات
وقلت لهم، اتركوا هذه المدينة القديمة، والحمد لله
أنقذناها من الدمار، وكل إنسان يعرف معيشته في
بلده وفي بيته، فهو يتذكرها بكثير من العاطفة، كنا
ندرس القرآن الكريم في البداية، وكنا نتنقل مشيا
على الأقدام، لم يكن يوجد وقتها سيارات، كنا نتنقل
ونحن نحمل أغراضنا وكتبنا وكان الأستاذ في تلك
الأيام يعاقب الدارسين، وكان يعامل الجميع بمساواة
وهذه أتذكرها .
سؤال، هل كنت تعامل بتميز كابن لحاكم؟
أجاب سموه، لا، ولهذا كنت أعاقب حالي مثل حال
بقية الأطفال .
سؤال، توليتم منصب رئيس الشرطة والأمن العام في
الفجيرة، إلى جانب منصب ولي العهد في الإمارة، من
واقع تلك الفترة، كيف ترى الفجيرة قديما وكيف
تراها الآن؟
أجاب سموه، أنا توليت الشرطة فترة قصيرة جدا بعد
عودتي من الدراسة وقبل قيام الاتحاد، وهي فترة
قصيرة بالنسبة للعمل في الشرطة، حيث تركت هذا
المنصب وتوليت مهام وزارة الزراعة عقب إعلان
الاتحاد، وطبعا البلاد كانت بسيطة، الناس كانوا
قليلين وبسطاء، مشاكلهم قليلة جدا وأيضا كان عدد
أفراد الشرطة قليلاً، والحمد لله كانت الأمور
بسيطة والأشياء البسيطة أيضا تنتهي، لا تعقيدات في
المحاكم ولا توجد قضايا معقدة مثل قضايا اليوم
التي تبقى في المحكمة عدة أشهر، وفي تلك الأيام في
الفجيرة كانت القضية تنتهي بكلمة بسيطة ومن دون
محاكم .