شهدت إمارة الفجيرة سنوات طويلة من
الاضطراب وعدم الاستقرار وعانت من الكثير ، إلا أنها تمتعت بالقدر
الحقيقي من الاستقلال وممارسة السيادة منذ أن تولى الشيخ محمد بن حمد
الشرقي عام ( 1952 ) مقاليد الحكم ، والده هو الشيخ محمد بن عبدالله من
زعماء الفجيرة البارزين ، وجده لأمه هو محمد بن يعرب بن أحمد بن سلطان من
زعماء اليعاربة المعروفين .
اشتهر جدّ صاحب السمو الشيخ محمد بن حمد
الشرقي الشيخ سعيد بن سلطان في صحار لدى انتصاره الرائع في الحرب الضروس
التي خاضها مع الفرس وعمره حوالي ستين سنة .
الجدّ الأول في الأسرة الحاكمة هو الشيخ
محمد بن مطر ومنه صار الحكم في " الشرقيين " وراثياً ويقول المؤرخ
عبدالله بن عبدالعزيز آل سليمان – قاضي ومفتي البريمي – عن الشرقيين ،
بأن الاسم اكتسبته القبيلة من منازلها التي كانت شرقي جلفار .
وقد كان حكمه ولادة عهد جديد ومشرق لشعب
وتاريخ الفجيرة الحديث . نظم مجتمع الفجيرة أفرادها وقبائلها من شمال
الإمارة إلى جنوبها ، وربط بين جميع المناطق والفصائل واطمأن الناس
واتجهوا نحو ممارسة الزراعة وصيد السمك واللؤلؤ والتجارة ، وبدأ مسار
العلم وممارسة الطب ، وبدأ سموه بإنشاء المرافق الأساسية في الإمارة مثل
المحكمة الشرعية والشرطة والبلدية ومكتب الجوازات والبريد والاتصال
اللاسلكي .
وأخذت إمارة الفجيرة مكانتها بين
الإمارات والشعوب التي حولها وفي منطقة الخليج ككل ، وفي عام 1952 انضمت
الفجيرة إلى شقيقاتها باقي الإمارات بالتمثيل السياسي ككيان سياسي مستقل
بها داخل كتلة الإمارات العربية المتصالحة .
وفي أوائل السبعينات لعب المغفور له
الشيخ محمد بن حمد الشرقي دوراً بارزاً كبيراً مع إخوانه حكام الإمارات
في تكوين اتحاد يجمع الإمارات الشقيقة .
وكان ساعده الأيمن حين ذاك وُلي عهده
الشيخ حمد بن محمد الشرقي الذي لعب دوراً كبيراً مع والده بجهود طيبة مع
جهود طيبة حكام الإمارات الأخرى بإعلان دولة الإمارات العربية المتحدة في
الثاني من ديسمبر من العام 1971 م ، حيث ظهرت مدينة الفجيرة في عهده
كنواة وعاصمة إدارية للإمارة وتوابعها.
صور المغفور له الشيخ محمد
بن حمد الشرقي
|